قصة نجاح الميكانيكى البسيط الذى تحول الى رجل اعمال ثرى
قصة نجاح الفلسطينى ناصر زهدى
دخل رجل الاعمال ناصر زهدي «40 عاما» مهنة صيانة وتصليح المركبات من مدخل الوراثة. الأب الميكانيكي البسيط عمل في المهنة 14 عاما حتى افتتح كراجا خاصا في العام 1978، ثم تتطور الكراج وتوسع حتى صار شركة وكيلة لـ 11 ماركة عالمية، لها فروع في جميع أنحاء الضفة والأردن.
يتولى ناصر زهدي مهام المدير العام لشركة الزهدي للصناعة والتجارة العامة التي تتخذ من المنطقة الصناعية في بيتونيا مقرا لها، ويقول ان إغلاق الاحتلال
للمدرسة الثانوية التي كان يدرس بها خلال الانتفاضة الأولى دفعه لورشة أبيه، حيث تلقى أسرار الصنعة التي صقلها بالمشاركة بدورات في السويد.
وفي فلسطين، حيث تسير 137 ألف مركبة على الطرقات، حسب احصائيات 2010، وتقع 10 آلاف حادث سير سنويا، تكتسب مهنة صيانة وتصليح المركبات أهمية خاصة، إلا ان هذا القطاع الاقتصادي لا يمكن أن «يدار بالعقلية القديمة»، حسب زهدي، الذي طالب بـ»مغادرة الطراز القديم من التفكير».
تعود اصول زهدي الى قرية النبي صموئيل، لكن عائلته تعيش حاليا في مدينة رام الله. وهو متزوج وله ستة أطفال منهم خمس بنات. ويعمل مع اخوته الثلاثة، وهو أكبرهم.
يقول زهدي: «علمنا والدنا ان نعمل معا، وها نحن نمضي معا، ويسهل عملنا ان فارق العمر بيننا ليس كبيرا، بل نحن أبناء جيل واحد».
يعمل زهدي في مهنة تصليح المركبات منذ قرابة 25 عاما، وعن بداياته يقول: «بدأت علاقتي مع المهنة خلال أعوام الانتفاضة الأولى، وكنت حينها في الصف الثاني الثانوي في مدرسة الهاشمية، التي أغلقها جيش الاحتلال عدة مرات عقابا على مشاركة الطلبة في المواجهات والاشتباكات، وهو ما دفعني لترك المدرسة والاتجاه نحو مدرسة صناعية».
وفي تلك الفترة، كانت عشرة أعوام قد مضت على افتتاح «أبو ناصر» كاراجه الخاص، بعد أن قضى 14 عاما آخر في المجال، أكد خلالها اصراره على مواكبة التطورات والتحديثات المتسارعة في مجال صناعة المركبات، وهو ما وفر لناصر فرصة للعمل والتطور في مجال عمل أبيه.
وما صقل تجربته دورة تدريبية مكثفة في السويد، يقول عنها: «في إحدى المرات زارنا خبير سويدي تعود أصوله إلى كردستان العراق، كان يحب الفلسطينيين بصورة كبيرة جدا الى حد انه عمل على ايفادنا للسويد لنتدرب في مجال عملنا ونزور الشركة التي تمنح التدريبات، وعندما وصلت اليها عام 1998 قاموا برفع العلم الفلسطيني تعبيرا عن دعمهم، وحرصوا على وضع اسم شركتنا في على موقعهم الالكتروني كوكيل رسمي تحت اسم فلسطين». في السويد، اتيحت لناصر فرصة الاطلاع على الكراجات ومصانع المركبات، خاصة ان مصانع المركبات تلزم كل وكيل جديد لديها بتدريب كوادره على التطويرات التي يتم ادخالها في عالم السيارات من خلال كلية مفتوحة أكاديميا امام الوكلاء التابعين لتلك المصانع.
بعد اتمام التدريب عاد ناصر الى ارض الوطن وباشر العمل مع والده لتتطور الشركة في مجال تصليح المركبات وتصاميم الامان ومعادن المركبات والطلاء اضافة الى الالكترونيات المرتبطة بالمركبات، واصبح لديها 11 وكالة في كل فلسطين اضافة الى فرع في الاردن.
تطوير مهني
ويحرص ناصر زهدي على عقد مزيد من التدريبات المتخصصة، ويقول: «اصبحنا مدربين معتمدين ندرب الوكلاء الآخرين واصحاب الكراجات، لذلك نحن بحاجة لتطوير معارفنا ومهاراتنا كل 5 سنوات من اجل مواكبة هذه الصناعة التي لا يكاد يمر عام الا وفيها اشياء جديدة».
ويضيف: «نحاول توسيع نطاق الفائدة وبالتالي نوفد خمسة اشخاص من كراجات مختلفة للخارج سنويا لتدريبهم في مجالات مختلفة، ونستضيف أحيانا خبراء للتدريب في مجالات مختلفة».
وراء كل ذلك فكرة مهمة حسبما يقول ناصر: «هدفنا الاساسي هو تطوير العقل المهني الفلسطيني ومغادرة الطراز القديم من التفكير، خاصة ان هذا الواقع متجدد باستمرار ولا يمكن ادارته بالعقلية القديمة، مع الحرص على الاستفادة من أفضل الخبرات القديمة وتحديثها».
ويؤكد ناصر: «نعمل حاليا على تنفيذ مشاريع مع معهد قلنديا المهني لتطوير مناهج تدريبية، اضافة الى توقيع اتفاقيات مع الأمم المتحدة للتدريب في كل ما له علاقة بالمركبات والسيارات، بما في ذلك فحص المركبات واجهزة بناء الهياكل والتصليح والطلاء وكل ما يرتبط بسلامة وأمن المركبات».
عين على المستقبل
شركة الزهدي للصناعة والتجارة العامة شركة عائلية إذن، فهل يفكر ناصر بتوجيه ابنه نحو هذه المهنة؟ يجيب: «لقد حرص ابي على تعليمي هذه المهنة، واحاول ان امهد الطريق لطفلي نحو هذا الاتجاه، لكن المستقبل غير مضمون لاحد. المطلوب مني سأعمله من اجل ان يعيش ولدي حياة كريمة، ويكون منتجا وقادرا على تحمل مسؤولياته في هذه الحياة».
ويضيف: «كنا ثلاثة اشخاص نعمل في هذه الشركة، والان بلغ عددنا 17 موظفا لديهم تأهيل وتدريب متقدم في مجالات متعددة، كما لدينا موزعون في الخليل وبيت لحم ونابلس والشمال اضافة الى الاردن حيث نعمل تحت اسم شركة «ايزي جوب».
لا قيمة للنجاح في نظر ناصر ما لم يكن في الوطن. وعن ذلك يقول: «رغم كل الاغراءات فضلنا البقاء هنا في وطننا وسعينا لتحقيق انجازات رغم كل العقبات والعراقيل التي تفرضها اسرائيل علينا، خاصة انه لا مطار ومعابر تخضع للسيطرة الفلسطينية».
ويضيف: «تعمل اسرائيل عبر سياسات واجراءات معقدة لابقاء التاجر او المستورد الفلسطيني تحت سيطرة الوكيل الاسرائيلي. ويتضح ذلك عندما يستورد الوكيل الفلسطيني نفس السلعة التي يستوردها الوكيل الاسرائيلي من نفس بلد المنشأ، لكن الوكيل الاسرائيلي يدخل بضائعه سريعا جد،ا في حين يتم حجز البضائع التي يستوردها الوكيل الفلسطيني لفترات طويلة، يتكبد جراءها المستورد أموالا طائلة تحت مبررات الفحص الامني ودفع الارضيات».
ويقدم ناصر زهدي معادلة لتطوير قطاع تجارة المركبات في فلسطين بالقول: «دون استقرار امني وحماية للمستثمرين وتقديم التسهيلات لهم لا يمكن الوصول الى استثمار حقيقي او جلب مستثمرين فلسطينيين من الخارج. نحن بحاجة لقرارات سياسية وخطوات جدية من اجل تطوير هذا القطاع، والخطوة الأولى تأسيس اتحاد او نقابة الكراجات والارتقاء بدورها في تطوير هذا القطاع الحيوي على مختلف المستويات».
اذا أعجبتك المقالة سنكون سعداء بمشاركتها مع أصدقائك
موقع المشاريع الصغيرة
طريقك لبدء مشروعك الصغير فوراً
الآلاف من افكار المشاريع الصغيرة المربحة و المدرة للأموال
الموقع الأول في الوطن العربي في عرض افكار المشاريع الناجحة
طريقك لبدء مشروعك الصغير فوراً
الآلاف من افكار المشاريع الصغيرة المربحة و المدرة للأموال
الموقع الأول في الوطن العربي في عرض افكار المشاريع الناجحة
رابط الموقع
المتابعة على الفيس بوك
المتابعة على التويتر
المتابعة على قوقل بلس
المتابعة على قناة اليوتيوب
خلاصات RSS
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق